مررت بمرحلة انتقالية في حياتي حيث انتقلت من كوني ربة بيت الى امرأة عاملة في احدى الشركات , ,كنت اشعر بالقلق من امور عدة في حياتي اهمها تقصيري مع اطفالي او بالمعنى الأصح عدم وجودي معهم 24 ساعة في اليوم , على الرغم أن حياة المرأة العاملة خاصة من لديها أطفال متعبة ومليئة بالتحديات واحساس مريع بالذنب ولكن هذا خيار اخترته وعلي ان احتمل ايجابيته وسلبيته واتعايش معها ,اتذكر جيدا اول اسبوع في حضانة ابنتي ذات السنتين كيف كان مليئ بالتردد والخوف,
راجعت قراري الف مرة هل يستحق ذهابي الى العمل ترك اطفالي هذه الفترة؟ ماذا سوف يحدث شككت في قرارتي كلها ؟؟,إحساس مستمر بالذنب , كنت انظر الى بنتي وهي تدخل الى الحضانة وابحث في عينيها عن اي علامة عدم رضا حتى اؤنب نفسي اكثر واجلدها .
ومع مرور الأيام تعودت ابنتي على الحضانة خاصة انها أثناء وجودها تتعلم اشياء جديدة ومفيدة ويوجد العديد من الأنشطة الممتعة , ولكن اخذت فترة حتى تتعود على الحضانة , اخترت الحضانة افضل من ان اتركها في المنزل مع الخادمة ليس خوفا من الخادمة ولكن لإنها تستفيد من الحضانة وتتطور وتتعلم كل يوم وتتكسب مهارات اجتماعية , اكثر من وجودها في البيت مع الخادمة , وصادف خلال المرحلة هذه انني شاهدت برنامج تلفزيوني يتحدث عن خوف الإنسان من التغيير , خاصة في مراحل حياته الإنتقالية حيث يتغير كل شي وكل ماتعودت عليه وتخرج تماما من دائرة الراحة الخاصة بك لذلك يرفض دماغ الإنسان بطبيعته هذه التغيرات ويتمنى ارجاعك كم كنت عندها استوعبت سبب خوفي وتفهمته , جميلة هي الحياة عندما ترسل لنا رسائل كهذه تلهمنا وتساعدنا
تفهمت ان المهم ليس عدد الساعات التي تقضيها مع اطفالك ولكن ماذا تفعل خلال هذه الساعات ( الوقت النوعي ) كما يسمى , تعلمت ان استغل وقت من الزمن على الأقل نصف ساعة لزيادة الترابط بيني وبينهم اما باللعب او التعلم او قراءة قصة او التحدث عن احداث اليوم فهذا الوقت مهم لهم حيث يكون تركيزك الكلي موجه لطفلك , وتفهمت ان الإجازة الإسبوعية فرصة لتجربة الجديد واستغلال اليوم معا من الصباح وحتى اخر اليوم ,وفهمت ان هناك الالاف الأمهات مثلي قد يشعرن بنفس ماشعرت به لذلك أحببت مشاركة تجربتي معكم كيوميات لإني اعلم يقينا ان هناك الكثير منا
والغريب اني كنت قلقة جدا من أراء الأخرين وحكمهم علي ولكن تجاوزت هذه المرحلة في حياتي حيث كنت أهتم بأراء الأخرين ورضاهم ,لن أهتم لرأي الأخرين سوف افعل فقط مايجعلني اشعر بالراحة والسعادة في حياتي , لإني اذا كنت سعيدة في حياتي سوف يعكس هذا على عائلتي وسوف امارس دوري كأم وزوجة بسعادة ورضا ,
تحية لكل ام سوء عاملة او ربة منزل ماتمر به كل يوم وكل لحظة تمر به العديد من الأمهات مثلك , ادعمي نفسك وشكريها كل يوم على ماتؤديه
الى اللقاء في مدونة اخرى